لم يكن رئيس بلدية جعيتا وليد بارود موفقا في تبرير اباحة حرم مغارة البلدة لحفنة من المواطنين شاؤوا أن يقيموا ” بروفا” لعروسين إختارا إحياء السهرة التي تلي العرس فيها، وهي المغارة التي استضافت غير أوبرا عالمية بتوقيع كبار العازفين الدوليين الذين طبقت شهرتهم آلافاق في ستينيات وسبعينبات القرن المنصرم، في زمن المستكشف والشاهد سامي كركبي رحمه الله. حجة وليد” لا تقلي عجة”. من قال ان مغارة جعيتا وهي إحدى عجائب الدنيا ورشحت منذ سنوات لتكون أجمل المواقع الطبيعية في العالم، وكادت تحصل على المرتبة الأولى، بحاجة إلى حفلات من النوع الذي شهدنا في الفيديو الذي انتشر عن هذه ” البروفا” الهجين. تافهة هي الحجة، كأن يقرر أحدهم إقامة حفلة عرس لابنه في قلعة بعلبك، أو متحف اللوفر، أو قلعة طرابلس. ما هو مسموح أن تقام أمسيات موسيقية راقية، كلاسيكية الطابع، وليس من نوع :” الهشك بشك” التي تفتقر إلى ابسط قواعد السلامة البيئية. الا يكفي البلدية التي تستوفي رسوما مرتفعة من رواد المغارة، عدا ما يجب أن تقدمه وزارة السياحة والبلدية. ولكن على ما يبدو أن هناك اتجاها لم يتبلور بعد تحويل المغارة ليلا إلى ” صالون” للاعراس ، بالاتفاق مع إحدى الشركات التي تتولى تنظيم هذه المناسبات. وتمعن البلدية في ارتكاب المخالفات بمنعها من التصوير داخل المغارة بواسطة الهواتف الخليوية ، بخلاف ما هو عليه الأمر في كل المغائر المماثلة لمغارة جعيتا، إذ اوكلت الأمر حصرا إلى أحد المصورين الذي يتقاضى مبلغا لا يستهان به عن كل صورة لا أحد يعرف أين يذهب: هل يتقاسمه مع صندوق البلدية، أو مع بعض اركانها أو المتنفذين فيها؟ بيان وزيرة السياحة دحضت كلام رئيس البلدية ، فاكدت أن عائدات المغارة كانت كبيرة ومحترمة. إلى ذلك، فان محاولات جرت من قبل البلدية لاستغلال الوضع الخاص للمغارة بإقامة منشآت مخالفة للقانون. في أي حال ، فان البيان الصادر عن الوزيرة التي ” عطفت” على البلدية ولم تأخذ بنصح الذين حذروها من تسليمها إدارة هذا المرفق المهم لعدم كفاءتها وجشع بعض القيمين عليها، عرى بلدية جعيتا من كل حجة ، فجاءت ردودها ركيكة لا تفي بالغرض. وكان الحري بالوزيرة الكسروانية التي تدعي حب منطقتها، وهي سليلة العائلة الكريمة، أن تعمد إلى فسخ العقد مع البلدية، وأن تعهد إلى لجنة من وزارة السياحة و” النادي اللبناني للتنقيب عن المغاور” أمر إدارة هذا المرفق إلى حين تلزيم الشركة التي ستفوز بعقد التشغيل، خصوصا ان هناك شائعات تتحدث عن إتجاه ل” تمديد تقني” للبلدية التي بان فشلها. بالفعل، أن كل اقدمت عليه بلدية جعيتا مخجلا ومعيبا، ورزق الله على أيام انطوان سلامه وسمير بارود يوم كانت مصلحة جعيتا وجعيتا فقط هي البوصلة والمعيار.

