أورتاغوس تضع النقاط على الحروف اللبنانية والشرع على أبواب البيت الأبيض

وليد السمور
خلفت زيارة المبعوثة الأمريكية إلى إسرائيل ولبنان مورغان أورتيغوس العديد من المطالب التي يجب الإجابة عليها بالأفعال والأقوال خصوصاً أن شبح امتداد الحرب الإسرائيلية على العمق اللبناني لا حدود له ولا ظوابط، وبدا الشارع اللبناني يعيش حالة من الفوضى الخلاقة في كافة مناحي الحياة.
لكن أكثر العارفين في لبنان وهما رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري وهما عماد السلم والحرب في البلد وكل من جاء خلفهم لا يتعدى كونه يستمع للأخبار عبر الشاشات والإذاعات ومواقع التواصل التي باتت أكثر حضوراً ومصداقية وبسرعة صواريخ توما هوك الأمريكية وكروز الروسية.
زيارة أورتاغوس كانت قد جاءت في توقيت ساخن بعدما أنهت إسرائيل مناوراتها البرية التي تحاكي ما قد يحصل على حدودها الشمالية وإعادة تموضع حزب الله وتجديد سلاحه وتغيير سري لكل قياداته خصوصاً من جيل الشباب، ويشهد لبنان زحمة موفدين بدءاً من أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية الذي زار العديد من القيادات اللبنانية الرسمية والشعبية إضافة إلى مدير المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد ووزير الداخلية السوري أنس حسان خطاب رفقة عدد كبير من القادة الأمنيين والعسكريين قبل أن يصل الحَبرْ الأعظم ليو إلى عاصمة القداسة والثقافة والفكر والعلم بيروت.
أورتاغوس التي جاءت في زيارة قد تحمل أشياء جميلة للبنان مالياً واقتصادياً وبنيوياً وأردفت المسؤولة الأمريكية بالقول أمام من في آذانهم صمم، إن لم تدخلوا أيها اللبنانيون القطار الدولي سينساكم الناس وستصبحون خارج الخريطة الدولية والعالمية.
أورتاغوس وما تعرفه في الدهاليز السياسية والأمنية والدبلوماسية تعي ما تقول وقد حملت معها حباً واحتراماً وتقديراً من سيد البيت الأبيض الرئيس دونالد ترامب إلى نظيره اللبناني جوزاف عون. كل هذه الرسائل وصلت مدعمة بكلام واضح المعالم من الحكومة الإسرائيلية بأن المفاوضات مع سوريا مستمرة وتقترب من الإنجاز والنهايات السعيدة لمنطقة عاشت الحروب والدمار منذ نكبة ثمانية وأربعين.
ولعل الرسائل التي أرسلتها تل أبيب مكتوبة يالبنط العريض بأن
إسرائيل أبلغت واشنطن ودمشق أنها لا تدعم دعوات الانفصال في سوريا لدى جميع الأقليات وخصوصاً في محافظة السويداء ذات الأغلبية الساحقة من طائفة الموحدين المسلمين الدروز. وأمام هذا الحراك الكبير في منطقة مقبلة على كثير من المتغيرات.
وفي ما يخص الشأن السوري لم تكتفِ الحكومة الإسرائيلية بذلك بل أكدت أن أميركا لا تقف خلف شيخ عقل طائفة الدروز حكمت الهجري ولا غيره في محافظة السويداء.
البيان الإسرائيلي حول السويداء أشار بوضوح تام إلى أن ما يحكى عن
الممر الإنساني من إسرائيل للسويداء غير وارد وسيكون عبر دمشق فقط.
مجريات الأحدات تسارعت منذ أيام قليلة من قلب مدينة الياسمين دمشق ومن أحد أحيائها القديمة حيث جمعت الكنيسة المريمية أبناء الوطن على كلمة واحدة عنوانها المحبة، عبر زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع للبطريرك يوحنا العاشر يازجي،
زيارة لافتة في توقيتها ومضمونها فماذا تحمل من رسائل لكل الأطراف.
الآن مطلوب من الدولة اللبنانية المسارعة للدخول في مفاوضات برية مع الجانب الإسرائيلي بصورة غير مباشرة والاستمرار في حصر السلاح بيد الجيش اللبناني لأنه الوحيد القادر على حماية الأرض والشعب، والانتهاء قضائياً من قضية سجناء رومية بإصدار عفو عام أو البدء بمحاكمات قانونية غير مسيسة وإطلاق سراح من لم تتلوث أياديهم بدماء الجيش اللبناني حينما تفتح الأبواب على مصاريعها وتبدأ المساعدات والأعمال الإنشائية التي تعود بلبنان إلى الحضن العربي والقلب العالمي من أوسع الأبواب…