شيخ العقل غرس والبابا لاوون شجرة زيتون في ساحة الشهداء: صوتُ السلامِ أقوى من أصواتِ الحروب

دعا شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى لفتح أبوابِ المحبة والرحمة، وإغلاقِ نوافذِ التعصُّبِ والتطرُّف، ليكونَ صوتُ السلامِ أقوى من أصواتِ الحروب.

ورحب بقداسة البابا لاوون الرابع عشر، في اللقاء الإسلامي – المسيحي بحضور رؤساء الطوائف الإسلامية والمسيحية في ساحة الشهداء في بيروت عصر اليوم في البداية باللغة الانكليزية قائلاً “نرحب بقداستكم الى جانب اللبنانيين من كل لبنان وبينهم ابناء الجبل المسلمين الموحدين الدروز، هذا الجبل الذي هو قلب لبنان، جبل المصالحة والسلام”، وتابع كلمته باللغة العربية،وهذا نصها:

بسم الله الرحمن الرحيم، باسم الخالق المبدِع الذي نعبُدُه وكأننا نراه وهو يرانا، باسم الحقيقة المختزَنة في كتبِنا المقدّسة ورسالاتِنا السماويةِ الداعية جميعُها إلى حفظِالإنسان وصونِ كرامتِه.

يُسعدُنا أن نرحِّبَ بكم صاحبَ القداسة، مقّدرينَ لفتَتكم الكريمة، ومُصلِّين معاً لخلاص لبنانَ والمنطقة، راجينَ أن نُطوِّقَ الألمَ بالأمل، والشقاءَ بالرجاء.
نلتقي في توحيدِنا فنرتقي في وحدتِنا، متمسّكينَ بالشراكة الروحية والوطنية التي هي مظلّةُ عيشِنا الواحد المشترَك، ومصدرُ قوّتِنا، فلبنانُ يُمكنُ أن يكونَ النموذجَ الأرقى للتنوّع في الوحدة، اذا ما أحسنّا فهمَه، واستفدنا من غنى مكوّناتِه، وإذا ما احترمنا خصوصياتِ بعضِنا بعضاً. إنّه قويٌّ بدورِه، لا بمساحته وعددِ أبنائه، ومميَّزٌ بانفتاحه وموقعِه، وما علينا إلّا أن نُحسِنَ أداءَ هذا الدور، وأن نستفيدَ من هذا الموقعِ ومن هذا الانفتاح.

نحن على يقين بأنّ وطنَنا لا يُبنى إلَّا على قاعدةٍ أخلاقيّة ذهبيّةٍ ثابتة تقضي بأن تُحافظَ كلُّ عائلةٍ روحية على شريكتِها في الوطن، وبأنّ اجتماعَنا معاً، مسلمين ومسيحيين، قادرٌ على إحداث بارقةِ أملٍ في هذا الجوّ القاتمِ من حولِنا، لكننا واثقون بأن الراعيَ صالحٌ، والرعيّةَ مؤمنة، وبأنّ الخيرَ سينتصرُ على الشرِّ، والنورَ سيطردُالظلام.  

زيارتُكم صاحبَ القداسة تدعونا للارتقاء إلى ما هو أسمى، ولفتحِ أبوابِ المحبة والرحمة؛ المحبةِ المسيحية والرحمةِ الإسلامية، وإغلاقِ نوافذِ التعصُّبِ والتطرُّف، ليكونَصوتُ السلامِ أقوى من أصواتِ الحروب، “فالحربُ هزيمةٌ للجميع، والعنفُ لا يَجلُبُ السلام”، كما جاء في رسالة سلفِكم قداسةِ البابا فرنسيس، ونحن ما كنَّا سوى دُعاةِ خيرٍ ووئام، وحُماةِ وطنِ الرسالة، ولنا في الله عزَّ وجَلَّ خيرُ معين، وفي قداستِكم خيرُ صديقٍ مُبارِكٍ ومُحبٍّ للبنان… عشتُم وعاش لبنان.
 
وفي ختام اللقاء غرس البابا لاوون وشيخ العقل الدكتور سامي ابي المنى وبطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأورثوذكس يوحنا العاشر يازجي، شجرة زيتون مباركة، وجرى ريّها من قبلهم.