
نجيب زوين
عندما هدّدت إسرائيل بقصف قرية بيت ليف في الجنوب، استنجد الأهالي بالجيش، فلبّى النداء سريعًا ووصل بأعداد كبيرة لحماية أهله وأرضه.
فالجيش حاضر حيث يوجد الخطر في كل لبنان. وقد سقط له العديد من الشهداء في مواجهات مع الخارجين عن القانون في بعلبك وغيرها، كما سقط له في الجنوب شهداء كثر، أغلبهم ليسوا من أبناء المنطقة. هذا هو الجيش: من كل لبنان ولكل لبنان.
· من الذي اقتلع الإرهاب من جرود الضنية؟ ومن الذي نفّذ عملية «فجر الجرود» في عرسال؟
· من الذي حرّر مخيم نهر البارد وقدّم أكثر من 170 شهيدًا؟
· من الذي أقفل مصانع الكابتاغون وطرق التهريب وزجّ بتجّار الممنوعات في السجون، وآخرهم نوح زعيتر؟
هذه هي قواتنا المسلحة، وهذا هو جيشنا الذي نفاخر به جنودًا وضباطًا وقادة. كان وسيبقى العمود الفقري لبناء لبنان الجديد. فالجيش، كما كان دائمًا، من كل لبنان ولكل لبنان.
الجيش اللبناني لم يكن يومًا جيش النظام ولا جيش العائلة، بل هو جيش الدولة والوطن والشعب. يأتمر بالسلطة السياسية وينفّذ طبقًا للقوانين والأنظمة الدولية، ولم يستعمل يومًا أسلحة محرّمة: فلا قنابل عنقودية ولا براميل متفجّرة.
واللبنانيون لا يثقون إلا بجيشهم والقوى الأمنية الشرعية. وكل سلاح خارج الشرعية هو مصدر خطر، وعلى رأسه سلاح حزباللا. وقد أثبتت الأيام صواب هذا الموقف. فمتى يدرك الحزب أنه لا مفرّ من تسليم سلاحه للدولة؟
فعندما يعلن الحزب جهارًا أنه تابع لولاية الفقيه سياسةً وأمرةً وتسليحًا وتمويلًا، وينفّذ الأجندة الإيرانية في سوريا واليمن والعراق، أو عندما يطلق «حرب المساندة» رغم معارضة الدولة وغالبية اللبنانيين، فأين تكون لبنانيته عندها؟
ولا يقنعنا أحد بأن حرب المساندة كانت لحماية لبنان أو لتحرير القدس. بل كانت حربًا جرّت الويلات على لبنان جنوبًا وعاصمةً وبقاعًا، وأعادت الاحتلال الإسرائيلي مجددًا.
إسرائيل عدوّة، وهذا أمر بديهي. الولايات المتحدة تتحكّم اليوم بالنظام العالمي، ويصح فيها القول: «فيكِ الخصامُ وأنتِ الخصمُ والحكمُ». أمّا إيران، فالغريب أنها تدّعي الصداقة وتتصرف كعدوّة. وقد هالها مقتل أحد رعاياها، هيثم الطبطبائي، القائد العسكري الأعلى للحزب، فضاعت بوصلتها وأطلقت مواقفها علنًا:
· وزير الخارجية عباس عراقجي يصرّح: «الجيش اللبناني وحزباللا هما من يتّخذان القرارات»، متناسيًا أن القرار يعود حصريًا للسلطة السياسية الشرعية.
· علي أكبر ولايتي يعلن: «وجود حزباللا اليوم ضرورة للبنان لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية»، متجاهلًا أن الحزب هو من ورّط لبنان.
· اللواء محسن رضائي يدعو الحزب إلى الثأر لاغتيال الطبطبائي. سيد رضائي، الحزب أضعف من أن يثأر، فلتتفضّل إيران إن كانت قادرة.


