ملتقى لإعلام عربي خارج التاريخ والجغرافيا !

سلطة لبنان الفندق تنسى العدوان على لبنان!

علي يوسف

نجح ملتقى الاعلام العربي الذي ينعقد في بيروت بتحويل السلطة اللبنانية الى لجنة استقبال وتحويل لبنان من بلد يتعرض لعدوان واحتلال وتدمير قراه في مناطق واسعة وتنفيذ اغتيالات يومية الى فندق مستقبل للمناسبات تقوم المسماة سلطته بتوفير اجواء مناسبة واجواء الفرح والمتعة …
كما استطاع الملتقى تحويل لبنان من بلد يملك قضية يدافع عنها الى مجموعة ذكريات جميلة… اي من بلد المقاومة الى ذكريات رومانسية ..!!؟؟؟؟؟؟
لم تهتم السلطة عمليا إلا بكون الملتقى يعقد في بيروت ولو بعنوان عام خارج ما تتعرض له المنطقة من عدوان ويصلح لكل زمان ومكان و لو لم تشارك لا في العنوان ولا التحضير ولا باسماء المشاركين ولا بتحديد الهدف بل اكتفت بسعادتها باستقباله كفندق تحت عنوان عودة لبنان الى الحضن العربي مؤتمراتيا بعد ان عاد الى الحضنين الدولي والعربي باستقبال موفدين من الصف الثاني في احسن الاحوال وما دون وتلقي الاملاءات ومحاولة الانصياع لها او تقديم الاعتذارات الكبيرة عن عدم القدرة مع وعود باستمرار السعي و تقديم طلبات الاسترضاء والاسترحام و الاخذ بالاعتبار العجز وان لا يقف كل ذلك في طريق الحصول على وعود مساعدات يعرف ااجميع انها وهمية وانها لا تتعدى الحفاظ على لبنان في الموقع الزبائني الاسترزاقي الدافع لاستمرار الانصياع والخنوع …؟؟؟
عجيب هذا الفكر الذي يعتقد انه كلما جاء موفد مهما كانت جنسيته او موقعه عربيا او اجنبيا او تم عقد اجتماع او جاء بعض الزائرين لعطلة استمتاعية فإن ذلك بعني استعادة لبنان موقعه بغض النظر عن توضيح معنى هذا الموقع و الدور ومضمونه ؟؟؟؟؟
وعجيب هذا الفكر الذي عجز عن الاستفادة من عقد ملتقى اعلامي عربي واسع يضم اعلاميين بعضهم من اسماء وادوار مهمة لكي يظهّر العدوانية الصهيونية وآثار العدوان اليومي المستمر على لبنان ولو بالحد الادنى ويطرح قضية لبنان على المنابر العربية بل اكتفى وزير الاعلام بعرض لحظات ذكريات وجدانية تحول لبنان الى ذكرى…؟؟؟
وذهب فخامة رئيس الجمهورية نحو محاولة القاء محاضرة مهنية حول الاعلام والحقيقة والخبر الكاذب ومسؤولية الاعلاميين حول الخبر الصحيح وفقا للتعاريف المهنية الدولية وكأننا نسمع محاضرة دراسية اولية وكأن السلطة خارج ما يعانيه البلد و همومه وقضاياه وهموم شعبه ؟؟؟؟؟
لم يرد في افتتاح الملتقى “التاريخي ” اي كلام عن دور الاعلام في مواجهة الحرب الصهيونية على المنطقة ومواجهة مشروع اسرائيل الكبرى ؟؟؟؟ وكأن الاعلام خارج التاريخ والجغرافيا والموضوع المهم والدور المهم له هو الشؤون البلدية ؟؟؟؟ ورغم ان التنمية عنوان اساسي ومغري وضروري الا ان من اهم شروطه هو الاستقرار والرؤى والارادة والتشبيك وهي كلها غير متوافرة والحمد لله بسبب ان لدينا سلطات خارج التاريخ وخارج الارادة وتتمتع بزبائنية اصيلة تجعلها تخاف ان تدافع عن حقوقها الاولية ناهيك بالسيادة والتحرير والكرامة ؟؟؟؟؟
ولا بد من الاشارة الى ان ابو الغيط هوالوحيد الذي لامس في كلمته وجود العدوان الصهيوني على غزة والضفة الغربية ولكن من باب لوم العالم على عدم التدخل… من دون ان يتساءل عن دور الانظمة العربية والاسلامية التي في احسن احوالها تحولت الى رسول لاميركا والكيان الصهيوني للضغط على المقاومة للخضوع وتحت مسمى وساطة بين من يقوم بالابادة ومن يتعرض للإبادة ؟؟؟؟؟؟!!!!
والأسوأ انه يلقي كلمته في الملتقى في لبنان ولم يتحدث عن العدوان على لبنان في الكلمة ومخطىء من يعتقد ان ذلك تم سهواً لأنه في الحقيقة موقف يعتبر ان العدوان هو على المقاومة وبيئتها وليس على لبنان “لبنان الحضن ” ولذلك فلا علاقة له لاتخاذ موقف من هذا العدوان؟؟؟؟ وطبعا من المعيب لوم ابو الغيط المعروف حين لم يأت اي كلام عن العدوان على لبنان من فبل رئيس الجمهورية ووزير الاعلام في لبنان الفندق ؟؟!!!!!!!!