هل قضية مياه تنورين أول الغيث؟؟؟


نجيب زوين
لا بد من التاكيد اولا ان صحة وسلامة اللبنانيين اولوية توازي اولوية مصلحة لبنان وشعبه، ولا بد من التاكيد ثانيا ان تطبيق العدالة تبقى الاساس لبناء دولة الحق والقانون.
معالي “الوزير بالوكالة” او معالي البديل عن غائب او البديل عن مسافر، اعتذر من معاليك لجهلي اسمكم وموقعكم في هذه الحكومة، لكنني لا يمكن ان انسى هذا الوجه البشوش الذي اطل من على شاشة التلفزيون ليقول: “طلب مني الوزير الاصيل، يمكن هون اساس المشكل، ان اوقّع على هذا التقرير فوقّعت، وانا، أي حضرة “الوزير بالوكالة” ما بشرب غير تنورين”.
سعادة الوزير، ما هكذا يتصرف المسؤول، فالبكاء على الاطلال لن يعيد بناءها. لقد نحرت سمعة لبنان في الخارج كما وأدت الاقتصاد اللبناني بتصرفك “اللا مسؤؤل”. و”مين سئلان” إذا سعادتك تشرب تنورين او لا.
هل تدري يا صاحب السعادة ان ما اقلقنا ليس اقفال الشركة وقطع ارزاق الناس – وهذا بحد ذاته خطيئة لا تغتفر -، ولا حتى صرف موظفي الشركة على اهمية هذا الموضوع، بل إن ما اقلقنا اكثر يا سعادة “الوزير بالوكالة” هو فقدان الثقة التي عمل عليها اباءؤنا واجدادنا لسنين طوال وقد ذهبت ادراج الرياح بشحطة قلم من مسؤول غير مسؤول.
والاشد الما قول سعادته: “لم اكن اعلم ان القضية ستاخذ هذا المنحى”، وهذا ما ذكرني بصاحب القول الشهير “لو كنت اعلم”، لكن يومها الاسرائيلي كان يعلم، وصاحب القول ذاته كان يعلم، وحدهما السلطة اللبنانية والشعب ما كانا يعلمان، ووحدهما دفعا الثمن غاليا من ارزاقهم وحياتهم، ولم يحاكم حينها احد، لانو ما كان في دولي. وخوفنا اليوم يا حضرات “الوزير الموكل” (فتحا ع الكاف) و”الوزير الموكل” (كسرة عالكاف) ان تتغلب المافيات المتمثلة بالحكومة على مجريات الاحداث وتضيع الحقوق، لان المفروض، ونحن في مرحلة بناء دولة الحق والقانون، عدم القبول بسياسة المواربة والتغاضي عن مذنب اخطأ بحق الوطن ككل والشعب كل الشعب.
سعادة الوزيرين العزيزين، هل تعلمان ان المهمة التي يضطلع بها اليوم فخامة الرئيس جوزيف عون ودولة الرئيس نواف سلام تتطلب منهما الجهد والتعب والمثابرة؟ فهما يسهران الليالي ويقطعان المسافات ويلتقيان رؤساء ومسؤولين، كل ذلك بهدف استرجاع الثقة بوطن الارز، ثقة اضاعها حكام وسياسيون يشبهونكما. على فوقا: الارز بيشرب تنورين وصحتو كتير منيحا.
يصح بهذين الوزيرين القول: إن كنت تدري فتلك مصيبة وإن كنت لا تدري فالمصيبة افظع. من يصطاد طيرا بغير اوانه يعاقب، فكيف من يقتل الوطن، كل الوطن، والمواطنين بكل فئاتهم وتلاوينهم؟ ان تصرفهما ليس خطأ او خطيئة، بل جريمة جماعية.
فخامة الرئيس عون،
دولة الرئيس سلام،
مسؤوليتكما كبيرة فالظاهر ان ما يجري مع شركة مياه تنورين هو اول الغيث، واستعادة ثقة المواطن بقيادته اساسية وتقع على كاهلكما، لذلك المطلوب فورا: كف يد الوزيرين واحالتهما على القضاء المختص لتبيان الحقيقة، وما عداه تبقى محاربة الفساد شعارا لا يطبق إلا على “المقطوعين”.