بين 13 ت1 1990 و 13 ت1 2025

نجيب زوين

بين 13 ت1 1990 و 13 ت1 2025
نجيب زوين

• 13 ت1 1990 نهاية سيادة وبداية احتلال.
• 13 ت1 2025 خطوة اولى في مسيرة استرجاع السيادة.
من سخريات القدر ومن سوء حظ المتاجرين والمنتفعين من تزوير التاريخ والحقائق ان تتشابه الارقام ولو بعد 35 سنة فتوقظ الذاكرة من سباتها. التاريخ لا يرحم خاصة وان الكثيرين ممن عايشوا تلك المرحلة المصيرية والصعبة بعضهم عن قرب وبعضهم من الداخل، لم يزالوا احياء يرزقون.
بعضهم كتب الكثير من الحقائق عن تلك المرحلة، وبعضهم فضل احترام الشهادة والشهداء والجرحى والمخفيين قسرا، ولم ينبس ببنت شفة، بل دخل المعبد، بصمت ومهابة، للصلاة عن ارواح اخ او اب او اخت او ابن او رفيق، وليطلب من الرب عودة المخفيين الاحياء.
ومرت الايام والسنون ثقيلة ومليئة بتحالفات مسخ لكنها تحالفات “قاتلة ومميتة” اوصلت الشعب الى جهنم والوطن الى احتلال جديد وكل ذلك طمعا بكرسي مخلع.
وبعد ثلاثة عقود وصل الى موقع السؤولية فخامة الرئيس جوزاف عون بخطاب رئاسي يختلف عما قبله سيادة وكرامة وعنفوان ودولة الرئيس نواف سلام ببيان وزاري لا يقبل الازدواجية لا في السلطة ولا في تطبيق القوانين، وقررا سوية فرض القانون واسترجاع قراري الحرب والسلم وضبضبة كل سلاح خارج الشرعية.
وفي 13 تشرين الاول 2025 كان مؤتمر للسلام في مصر، بعد سنتان من الحرب بين حماس واسرائيل نتيجة اعلان حماس “طوفان الاقصى” حضره رؤساء وممثلو 22 دولة وعلى راسهم الرئيس الاميركي ترامب، وغاب لبنان عن الحضور.
وهنا اطلق الرئيس جوزاف عون مبادرته التاريخية معلنا جهارا الدعوة الى حوار غير مباشر مع اسرائيل مسجلا الخطوة الاولى على طريق الخلاص والتحرير.
دعوة الرئيس عون لحوار غير مباشر مع اسرائيل لا يقدم عليها إلا القائد المسؤول. فلم يراع خواطر اية فئة في الداخل اللبناني، وخاصة حزباللا، ولم يقف على قارعة الطريق بانتظار حل يفرضه الخارج.
فلا حزباللا، ومن ورائه ايران، ولا اسرائيل يستطيعان رفض مبادرة اعلنها رأس الهرم في دولة سيدة نفسها وتملك، للمرة الاولى، قراري الحرب والسلم.
فما اضاعه 13 ت1 1990 من سيادة وكرامة بدأ باسترجاعه 13 ت1 2025.