💧 قضية مياه تنورين… بين الاتهام والواقع
حين تُدان مؤسسة عريقة قبل أن تُسمع كلمتها
في خضمّ الأزمات المتلاحقة التي يعيشها لبنان، تبرز بين الحين والآخر قضايا تُثير الرأي العام وتفتح باب الشكوك حول أداء المؤسسات العامة والخاصة على السواء.
آخر هذه القضايا ما طُرح حول شركة مياه تنورين، إحدى أبرز شركات تعبئة المياه في لبنان، بعد انتشار خبرٍ عبر وسائل التواصل الاجتماعي يتّهمها بتوزيع مياه ملوّثة بالجراثيم، ويدعو إلى إقفالها ومصادرة منتجاتها.
لكن، هل يُعقل أن تكون مؤسسة بهذا الحجم والمستوى قد ارتكبت ما يُنسب إليها؟
أيُعقل أن تفعل مؤسسة عريقة ومشهود لها ما هي متهمة به اليوم؟
أقول طبعًا، لا.أيُعقل أن تضرب شركة تُعتبر الأولى بين شركات تعبئة المياه في لبنان نفسها بنفسها؟
أقول طبعًا، لا.
لأجل ماذا تريد الشركة التغاضي عن جراثيم في المياه المهيّأة للتعبئة، وهي التي تضم موظفين وخبراء في هذا المجال يتقاضون رواتبهم بانتظام، ولديها مئات العاملين والموزعين؟
أيمكن إخفاء أي عملية غشّ عن أعين كل هؤلاء؟
أكتب عن قضية أعتبرها مفتعلة، لأسأل عن شركات تعبئة مياه لا رقابة عليها، تصول وتجول في الأحياء بشاحنات صغيرة تفتقر إلى المواصفات المطلوبة في التعبئة والتوزيع، وما تزال تعمل من دون حسيب أو رقيب.
ويصدر بلاغ وزاري عبر وسائل التواصل الاجتماعي – لن أدخل في تفاصيل توقيعه أو ظروف صدوره – يدعو إلى إقفال شركة تنورين ومصادرة منتجاتها من الأسواق!
لست أكتب دفاعًا عن شركة تنورين، فـتاريخها ومصداقيتها شاهدان عليها،
بل دفاعًا عن موظفين بالمئات يعملون فيها، وهم أوفياء لها كما كانت هي وفيّة لهم.
موظفون أعرف بعضهم شخصيًا، وهم معها منذ اليوم الأول لتأسيسها، كبُرت الشركة وكبروا معها.
ولست أكتب دفاعًا عن الشركة لأنني أشرب منها مع عائلتي منذ أكثر من أربعين سنة،
بل دفاعًا عن **حقٍّ لأصحاب حق، وعن حقيقة.






