طلب الى فخامة الرئيس من مواطن يخشى عليه
ندمت ثلاث مرات في حياتي، مرة يوم استشهاد الرئيس الشيخ بشير الجميّل الشاب المقاوم الذي دافع عن لبنان، رافعًا شعار نحن قديسو الشرق وشياطينه ، لأني كنت بعد لم أتعمق بإيماني بربي، ليس لاهوتيًا، بل كمار افرام بالصلاة وليس في الكتاب، ومرة ثانيّة يوم استشهاد ال HK النائب والورير والقائد إيلي حبيقة، الذي كان بطلًا في الحرب للذود عن لبنان وحاول أن يكون بطلًا في السلام، لكن “ما خلوا”.. ومرة ثالثة يوم استشهاد جبران تويني، النائب والصحافي صاحب القسم الكبير..
سيدي الرئيس
ندمت لأني لم أقل لهم، كما سأقول لفخامتك، في هذا النداء لك الصادر من قلب يحب لبنان وكل من يعمل بصدق للبنان الذي خدمته ضابطًا عسكريًا متفانيًا أهلّك للقيادة فالرئاسة.
سيدي الرئيس
باسم الله وأنبيائه وقديسيه، خفّف من تحركاتك وزياراتك خارج القصر.. طبعًا الله هو الحامي، فأنت إبن بيت إيمان وتقوى وتعرف ذلك. ولكن لك سأقول سيدي الرئيس، الذي ندمت أنني لم أقله لبشير وإيلي وجبران مع حفظ الألقاب، لأن أسماءهم أكبر من ألقابهم.
سيدي الرئيس
التحسب من الأخطار المحدقة بك ضرورية في هذه المرحلة وفي كل مرحلة، لأن أعداءك وأعداء لبنان كثر.. لأن مَن يريد الا تنجح في مهمتك الرئاسيّة هم كثر.. ومَن يريد أن تفشل هم أكثر.
سيدي الرئيس
أنت اليوم رئيس من دون الصلاحيات التي حظي بها رؤساء الجمهورية قبل الطائف ، لكن شخصيتك القيادية الصادقة تجعلك رئيسًا نتطلع إليك بكل أمل ورجاء من أجل لبنان السيد الحرّ المستقل.
سيدي الرئيس
أصل إلى بيت القصيد.. إلى سبب توجيه هذا النداء لفخامتك.
التحسب في ديننا المسيحي، ضرورة.. نعم ضرورة فأعظم قديسيَن في صلب الكنيسة: العذراء مريم أم الله ومار يوسف خطّيبها مربي يسوع.. مريم ويوسف حملا يسوع وهربا الى مصر لأن هيرودوس كان مزمعًا أن يقتل الطفل يسوع.. هربا ولم يعودا إلى الناصرة الا بعد أن مات هيرودوس.
سيدي الرئيس
التحسب ضرورة والحذر ضرورة.. طبعًا، زياراتك التي قمت بها أفرحتنا كثيرًا والشعب يريد أن يرى رئيسًا على الأرض وليس في القصر فقط.
ولكن من أجل لبنان ومن أجل اللبنانيين الصادقين أصحاب النيات الصافية الصادقة، أطلب من فخامتك البقاء في هذه المرحلة المصيرية في القصر وتجنّب الخروج العلني منه.. لأن حمايتك هي حماية للبنان، الذي نعرف أنك تعمل من أجله بكل حكمة وتروٍ ووطنية صافية وصادقة.
سيدي الرئيس
أنا لست رجل أمن لأنقل لك تحذيرًا مخابراتيًا.. ولست حبرًا أنقل إليك تبشيرًا إلهيًا.. أنا مواطن عادي قدّره الله أن يكون لديه منصة إعلامية يعبّر فيها بكل ضمير حيّ ومن دون حسابات، سياسية أو حزبية، عن رأيه بصوت عالٍ ومسموع.
سيدي الرئيس
أستميحك عذرًا على تطفلي، لكن وجودك اليوم ضروري لننعم حقًا بالسلام الموعود.. حماك الله وسدّد خطاك القيادية التي تعمل بها من دون صلاحيات خطفها إتفاق الطائف من رئيس الجمهورية، ولكنك تعمل بصلاحية الصدق والجمع لا التفرقة..





