وليد السمور
يبدو أن مسار الغذاء والدواء في لبنان يسير على حبلين متناغمين متكافلين من الغش والفساد الذي عشعش في دهاليز السياسة اللبنانية وبات رهينة للسمسرات والمقايضات بين البائع والشاري وبهمة المتنفذين من أهل السياسة وأصحاب القرار مِنْ مـَنْ باعوا ضمائرهم من أجل الدولارات ولم يشبعوا نهشاً وعضاً في أجساد وجيوب المساكين الذين لا حول لهم ولا قوة في مواجهة الجبروت المتغطرس لدى تجار الذمم والمافيات التي تقف خلفهم بالمد المالي الفاسد وبشعارات فارغة وحمايات تكاد تكون الحامي الرئيس لتلك العصابة التي باتت لا هم لها سوى توسعة الكروش التي تفيض بالسم الزعاف في حق من يقف في وجهها من صغار الكسبة ومن يحتاجون للمساعدة، وفجأة تطل علينا إحدى الشاشات اللبنانية بتقرير استقصائي يكشف النقاب عن مطاعم مختلفة في عدد من المناطق اللبنانية للوجبات السريعة ويكشف التقرير كثرة الأوبئة والحشرات داخل المطابخ التابعة لتلك المطاعم وحتى الفساد يطاول المواد الأولية المعدة للتجهيز الآدمي والتي تسبب فشلاً صحياً وأخلاقياً للمنظومة الغذائية التي تدعو وزارة الصحة والهيئات الصحية على الدوام إلى اتخاذ كافة التدابير لحماية المواطنين من شرور تلك العصابات التي تفتك بالناس غير عابئة بالمنظور الصحي والأمن الغذائي الذي يعتبر حالياً خطاً أحمراً يتطلب من الحكومة والقوى الأمنية التعامل معه بجدية وحزم وفتح محاكمات سريعة وعقوبات قاسية بحق مالكي تلك المطاعم قبل أن تقع الفأس بالرأس ويصبح المجتمع فريسة لهؤلاء المجرمين العابثين بغذاء الشعب.


