جبيل تودع رئيس لجنة تجارها فوزي بطرس صليبا

في مأتم شعبي حاشد ودعت مدينة جبيل شخصية من شخصياتها الاقتصادية والاجتماعية المعروفة فوزي بطرس صليبا رئيس لجنة تجار قضاء جبيل ومؤسس رابطة آل صليبا واحد أبرز اعمدتها الذين عملوا على جمع شمل العائلة ومد الجسور مع فروع عائلة آل صليبا من المناطق اللبنانية والطوائف الأخرى .

لعب الراحل فوزي دورا مشاركا في معظم نشاطات مدينة جبيل التجارية والثقافية والاجتماعية والنادوية ، وشكل صلة وصل بين كثير من المنتديات الجبيلية والمنتديات خارج جبيل وكذلك في لجنة تجار جبل لبنان ، وترك بصمة وأثرا في كل منتدى من خلال مناقشاته الرصينة المتجردة عن كل غرض وهوى وانتماء.

ترأس صلاة الجنازة في كاتدرائية مار بطرس النائب البطريركي المطران انطوان عوكر ممثلا صاحب النيافة غبطة البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي وحضره: النائب زياد الحواط ، رئيس بلدية جبيل الدكتور جوزف الشامي ، الاباتي سيمون عبود ولفيف من كهنة الرعايا ، رؤساء بلديات ، مخاتير ، ممثلو أحزاب وفاعليات جبيلية وأصدقاء .

الرقيم .

الأب سيمون صليبا تلا الرقيم البطريركي وجاء فيه وجاء فيه:

“بالأسى الشديد نودع معكم عزيزكم وعزيزنا المرحوم فوزي، ونرافقه بالصلاة في عبوره الى البيت الآب في السماء، وقد استحقه بإيمان المسيحي الصامد، ونشاطه الواسع وأبوته المسؤولة. ولكن ما يزيد من ألمنا، موته المفاجئ على أثر نوبة قلبية حادة، وهو في كامل عطاءاته.

ولد المرحوم فوزي في بيت كريم وعائلة معروفة. والداه: بطرس صليبا وناهية مخايل صليبا، من مدينة جبيل التي ألهمته في حياته ورؤيته الإنسانية والوطنية، وفي نشاطاته المتعددة. وقد تربى مع أشقائه وشقيقتيه على الإيمان المسيحي والأخلاق، وشدته إليهم أحسن روابط الأخوة، فبعد نهاية دروسه في مدرسة الأخوة المريميين في شانفيل، أنجز تخصصه الجامعي في المركز العالي لإعداد الخبراء في المحاسبة وإدارة الأعمال في بيروت. وباشر نشاطه في بداية السبعينات مع بعض الرفاق، في تأسيس رابطة آل صليبا، لإيمانه بقوة الإتحاد والعمل الجماعي. وانتخب أول رئيس لها، فالتزم بتحقيق أهدافها من خلال تأمين مصالح العائلة، ومتابعة شؤونها، ومد جسور التعاون فيها بين المنتسبين إليها.

بدأ اعماله في حقل التعليم في مدرسة العلوم التقنية والمهنية في بيروت، حيث تولى تدريس مادة الرياضيات المالية، ثم اتبعه بمزاولة مهنة تجارة المجوهرات والأحجار الكريمة في بيروت حيث انتسب الى نقابة الصناعة والجوهرجية، وما زال عضوًا فيها.

بعد اندلاع الحرب في لبنان سنة 1975، إنتقل الى مدينة جبيل، وتابع فيها تجارة المجوهرات والأحجار الكريمة والهدايا المتنوعة، والعطور والأواني الشرقية. وانتسب الى غرفة التجارة والصناعة في بيروت وجبل لبنان. وأسس مع فريق من التجار “جمعية تجار منطقة جبيل”، وعين مسؤولاً فيها تجاه الحكومة. ثم سعى الى تأسيس “تجمع تجار جبل لبنان” بالتعاون مع رؤساء ناطشين في عدد من جمعيات التجار. وكان يتردد إلينا في دار المطرانية بعمشيت ويضعنا في هموم التجار في مدينة جبيل، ارتبط في سر الزواج المقدس بشريكة حياة هي السيدة اليس حنا سماحه. فعاشا معًا حياة زوجية سعيدة ومتعاونة، باركها بثمرة الإبنين والإبنة. وتعاونا على تربيتهم أحسن تربية مسيحية وأخلاقية واجتماعية، ووفرا لهم العلم الرفيع. وسرا بالإبنين يؤسسان عائلتين رضيتين، كان فيها الأحفاد محط حنانه وحبه.

وكم للمرحوم فوزي من نشاطات وإطلالات على كل من المستوى الروحي والإجتماعي والوطني. نذكر منها أمانة سر السينودس من أجل لبنان، وإغاثة المهجرين ولجان توزيع المساعدات للمحتاجين، والهيئة العامة لبلاد جبيل، والرابطة المارونية، وسواها مما ملأ نهاره بالنشاطات اليومية، بالإضافة الى أعماله التجارية. فكسب ثقة وتقدير الجميع، فهو لم يفرق يومًا بين مواطن وآخر، إستنادًا الى دينه أو مذهبه. في كل جميع هذه النشاطات كان مهيئًا لمقابلة وجه الله الكريم، فتتم فيه كلمة القديسة تزيز الطفل يسوع: “أنا لا أموت بل أدخل الحياة”.

على هذا الأمل، وإكرامًا لدفنته، وإعرابا لكم عن عواطفنا الأبوية نوفد إليكم سيادة أخينا المطران أنطوان عوكر، نائبنا البطريركي السامي الإحترام، ليرأس باسمنا الصلاة لراحة نفسه، وينقل إليكم تعازينا الحارة، تغمد الله روحه بوافر رحمته، وسكب على قلوبكم بلسم العزاء”.

في ختام الصلاة ، القى الشاعر حبيب بو أنطون قصيدة رثاء بليغة تحدث فيها عن صفات الراحل وأولاده وعائلة آل صليبا ، ثم تقبلت العائلة التعازي ووري جثمان الراحل في مدافن العائلة في كنيسة مار يعقوب.