
وليد السمور
زيارة السفراء والدبلوماسيين والجيش إلى الجنوب اللبناني وتحديداً جنوب نهر الليطاني يضع حداً لتأويلات إعلامية في غير محلها وفتح أبوابٍ مشرقة نحو نهج صادق من جانب الجيش في تعامله الوطني في حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية فقط، بحيث لا يبقى السلاح متفلتاً وتصبح إسرائيل ملزمة بواقع لا مفر منه أمام جمهورها والمجتمع الدولي، وقبل هذا وذاك عند المحك الأميركي الذي يراهن على قدرة المبعوث الخاص للرئيس دونالد ترامب الذي يعمل جاهداً لمنع الانزلاق نحو مواجهة تبدأ في لبنان لتصبح إقليمية في ظرف حساس تعيشه المنطقة على وقع أزمات متلاحقة في المحيط العربي والإيراني المثقل بأعباء الملف النووي الذي يجعل منه بيضة القبان في الحسابات الإيرانية والتفاوض مع الغرب والولايات المتحدة لحل مشكلاته.
وتأتي جولة قائد الجيش اللبناني العماد هيكل مع عدد من قيادات الجيش وسفراء كل من الولايات المتحدة الأميركية ممثلاً بميشيل عيسى إضافة لسفير جمهورية مصر العربية سيد علاء موسى وسفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري، وسفير دولة قطر الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني والسفير الفرنسي هيرفيه ماغرو وغيرهم من ممثلي السفارات والقنصليات من الدول الصديقة للبنان، وقد شاركوا الحضور في جولة الجيش اللبناني جنوب الليطاني.
من جهته قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل إطلع في جولة الجنوب مع وفد السفراء والملحقين العسكريين العرب والأجانب على مسار تطبيق نزع سلاح حزب الله في المقام الأول وإطلاع الحاضرين على الاعتداءات الإسرائيلية التي لم تتوقف حتى الساعة.
الآن وبعد جولات الجنوب للوقوف عند المواقع والأنفاق التي تسلمها الجيش اللبناني بكامل عتادها، يتوجب على المنظومة الإعلامية اللبنانية وقف التراشق وحملات التخوين والبحث عن كل ما يفيد لبنان في المقام الأول وتهيئة الأرضية الصالحة ورص الصفوف للانطلاق من جديد مع المجتمع الدولي لحماية السلم الأهلي والجلوس على طاولة المفاوضات مباشرة لاستعادة الأسرى اللبنانيين من سجون الاحتلال وسحب قواتهم من النقاط الخمس التي احتلها الجيش الإسرائيلي بعد اتفاقية وقف إطلاق النار في الثامن عشر من شباط فبراير الماضي ومن ثم البدء بالانسحاب البري ورسم الحدود البرية بين لبنان وسوريا وإسرائيل حينها يصبح الحديث عن السلام العادل والشامل والذي أعلن عنه خادم الحرمين الشريفين الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز في قمة بيروت عام ألفين واثنين..


